المصالحة الفلسطينية.. 3 تحديات أمام جهود الجزائر في رأب صدع دام 15 عاماً

المصالحة الفلسطينية.. 3 تحديات أمام جهود الجزائر في رأب صدع دام 15 عاماً
الجزائر وجهود المصالحة الفلسطينية

سياسي فلسطيني لـ"جسور بوست": 3 تحديات كبرى تقف أمام الجهود الجزائرية لتحقيق المصالحة

بمساعٍ حثيثة تبذل الجزائر جهودا بشأن تحقيق المصالحة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية، بعد انقسام دام أكثر من 15 عاما.

وقبل أشهر، أطلقت الجزائر مساعي وساطة للمصالحة بين مختلف الفصائل الفلسطينية في الأسبوع الأول من أكتوبر الجاري، تمهيدًا لمؤتمر يسبق القمة العربية المقررة بالبلاد.

وأعلن السفير الفلسطيني لدى الجزائر فايز أبوعيطة، مشاركة 13 فصيلًا تابعًا لمنظمة التحرير الفلسطينية، إضافة إلى حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي في جولة الحوار الفلسطينية التي ترعاها الجزائر.

وقال أبوعيطة، إن اللقاء سيبحث ملف المصالحة وإنهاء الانقسام المستمر منذ عام 2007، معربا عن تطلعه إلى وصول بلاده إلى صيغة توافقية لوضع حد لهذا الانقسام والبدء في صفحة الوحدة الوطنية.

بدورها، رحبت الجامعة العربية بجهود الجزائر الرامية إلى لمّ الشمل الفلسطيني، إذ قال حسام زكي، مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن "هذه الجهود هي المدخل الحقيقي لعمل عربي أكثر فعالية ونجاعة".

ومن جانبه، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يوم الجمعة، "إن حركة "فتح" -التي يرأسها- لديها قرار بالتجاوب مع الجهود العربية لتحقيق المصالحة الفلسطينية".

وأضاف عباس أن ذلك يأتي "لتحقيق المصالحة الفلسطينية المستندة لقرارات الشرعية الدولية، والإقرار بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني".

وفي سياق تحقيق المصالحة، وصل وفد من حركة "فتح" برئاسة نائب رئيس الحركة محمود العالول، إلى الجزائر في 19 سبتمبر الماضي، غداة وصول وفد من حركة "حماس" برئاسة خليل الحية رئيس مكتبها للعلاقات العربية والإسلامية.

وفي يوليو الماضي، جمع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية في لقاء هو الأول من نوعه منذ سنوات.

ونقلت وسائل إعلام أجنبية عن الناطق باسم "حماس" حازم قاسم، قوله إن "الحركة تتعاطى بجدية كبيرة وإيجابية واضحة مع الجهد الجزائري بشأن المصالحة الفلسطينية".

وأضاف قاسم: "حماس تقدمت برؤية متكاملة للجزائر لتحقيق وحدة وطنية حقيقية، للوصول للتوافق على صيغة جامعة لكل الأطراف، كما تتعاطى بإيجابية كبيرة مع كل محطات المصالحة".

وتعطل ملف المصالحة الفلسطينية منذ إعلان الرئيس محمود عباس في مايو 2021 تأجيل إجراء الانتخابات التشريعية؛ تحت دعوى رفض السلطات الإسرائيلية إجراءها في القدس.

ومنذ سنوات، عُقدت العديد من اللقاءات والاجتماعات بين الفصائل الفلسطينية، في عدة دول أبرزها مصر، من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، لرأب صدع استمر طول 15 عاما.

ومنذ صيف عام 2007، تعاني الساحة الفلسطينية انقساما سياسيا وجغرافيا، حيث تسيطر "حماس" على قطاع غزة، في حين تدار الضفة الغربية من طرف الحكومة الفلسطينية التي شكلتها "فتح".

3 تحديات كبرى 

بدوره، قال المحلل السياسي الفلسطيني والدبلوماسي السابق بالخارجية الفلسطينية، الدكتور حسام الدجني، إن جهود الجزائر في ملف المصالحة الوطنية تأتي في لحظة تعاني فيه القضية الفلسطينية من بعض المهددات التي تهدد وجودها على الساحة الدولية.

وأوضح الدجني في تصريح لـ"جسور بوست" أن اجتماع الفصائل الفلسطينية قبيل انعقاد القمة العربية في نوفمبر المقبل بالجزائر يجعل منها قمة للقضية الفلسطينية وإعادة الاعتبار لقاعدة الأرض مقابل السلام، وليس السلام مقابل السلام.

وأضاف: "هناك 3 تحديات كبرى تقف أمام الجهود الحثيثة التي تبذلها الجزائر لتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، أولها هي إسرائيل لأنها معنية باستمرار الانقسام لتنفرد بكل من قطاع غزة والضفة الغربية على حدة".

وتابع: "التحدي الثاني يكمن في الموقف الدولي من المصالحة، وإمكانية قبول حركة حماس كجزء من النظام الفلسطيني، وليست حركة مسلحة مصنفة على قوائم الإرهاب بالعالم".

كما عزا أسباب تردد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في إنجاز ملف المصالحة إلى هذا السبب، على اعتبار أن حماس ستجلب الحصار، وبالتالي يضع شروطا تعجيزية لا تقبلها حركة حماس.

ويرى الدجني، أن التحدي الثالث يتعلق بجماعات المصالح لدى حركتي فتح وحماس على السواء، والتي لا تريد للانقسام أن ينتهي على قاعدة تحقيق أهدافها، بما يتوافق بشكل غير مباشر مع مآرب إسرائيل.

ومضى قائلا: "الشيطان أيضا يكمن في التفاصيل في ملف المصالحة، لا سيما في بحث ملفات الموظفين والمعابر والإيرادات المالية وقرارات المحاكم وجميع القضايا المتعلقة بالانقسام".

واختتم الدجني حديثه، قائلا: "ما يميز هذه الجولة من المصالحة هي البيئة الإقليمية والدولية والحرب الروسية الأوكرانية وتراجع القضية الفلسطينية، والتي تمثل عوامل ضاغطة تدفع الفصائل الفلسطينية نحو المصالحة". 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية